زكاة الفطر: مقدارها، وقتها، وأحكامها وحاسبة الزكاة

27

زكاة الفطر فريضة شرعية وعبادة مالية فرضها الإسلام على المسلمين مع نهاية شهر رمضان، تحقيقًا للتكافل الاجتماعي وتطهيرًا للصائم من أي تقصير. فهي ليست مجرد التزام، بل وسيلة لنشر الفرحة بين المحتاجين يوم العيد. في هذا المقال، سنتعرف على حكمها، مقدارها، وقت إخراجها، والطرق الحديثة لدفعها، مع تصحيح بعض الأخطاء الشائعة لضمان أدائها بالشكل الصحيح.

ما هي زكاة الفطر؟

هي زكاة واجبة على المسلمين تُدفع قبل عيد الفطر المبارك، وتختلف عن زكاة المال من حيث السبب والمقدار والتوقيت. شرعها الإسلام لتطهير الصائم مما قد يكون شاب صيامه من اللغو والرفث، وأيضًا لإدخال السرور على الفقراء والمحتاجين في يوم العيد.

حكم زكاة الفطر في الإسلام

هذه الزكاة فرض عين على كل مسلم قادر، ويُستدل على مشروعيتها من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال:

“فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين” (رواه البخاري ومسلم).

الحكمة من هذه الزكاة

  • تطهير الصائم من التقصير والأخطاء التي قد يكون وقع فيها خلال صيام رمضان.
  • مساعدة الفقراء والمحتاجين وإدخال الفرحة عليهم يوم العيد.
  • تعزيز قيم التكافل الاجتماعي بين المسلمين، حيث يسهم الجميع في دعم المحتاجين.

على من تجب زكاة الفطر؟

تجب على كل مسلم قادر على إخراجها، وتنطبق الأحكام التالية عليها:

  1. كل مسلم، سواء كان ذكرًا أم أنثى، صغيرًا أم كبيرًا.
  2. المسؤول عن دفعها هو رب الأسرة، حيث يدفعها عن نفسه وعن من يعولهم، مثل الزوجة، الأبناء، والوالدين إن كانوا تحت نفقته.

على من تجب زكاة الفطر؟

مقدار زكاة الفطر وكيفية حسابها

مقدارها للفرد الواحد

يُقدر المقدار بصاع من الطعام، وهو ما يعادل تقريبًا 2.5 كجم إلى 3 كجم من الأرز أو التمر أو غيرها من الأطعمة الأساسية.

المقدار بالكيلوغرامات لبعض الأطعمة الشائعة:

  • الأرز: 2.5 – 3 كجم
  • التمر: 3 كجم
  • القمح: 2.5 كجم
  • الذرة: 2.5 كجم

يمكن دفعها نقدًا بناءً على سعر الطعام المحلي. يتم ذلك بضرب مقدار الصاع في سعر الكيلوغرام في السوق، مثلًا:

إذا كان سعر الأرز 10 ريالات للكيلو، فإن:

3 × 10 = 30 ريالًا هي القيمة المستحقة للفرد الواحد.

يمكنك أيضًا استخدام الحاسبات الإلكترونية المتوفرة على الإنترنت لحساب مبلغ الزكاة بدقة بناءً على الأسعار المحلية.


وقت إخراج زكاة الفطر المستحب

  • يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين
  • يجب إخراجها قبل صلاة العيد
  • يحرم تأخيرها عن صلاة العيد، ومن فعل ذلك يكون قد ارتكب خطأ ويجب عليه إخراجها كصدقة.

لمن تُعطى زكاة الفطر؟

تُصرف هذه الفريضة ضمن الأصناف التالية للفئات المستحقة وتشمل:

  1. الفقراء والمساكين الذين لا يملكون ما يكفيهم.
  2. العاملون عليها (من يجمعون ويوزعون الزكاة).
  3. الغارمون (المدينون العاجزون عن السداد).
  4. في سبيل الله (مثل دعم المحتاجين والمشاريع الخيرية).
  5. ابن السبيل (المسافر المحتاج).

وذلك فقًا للآية الكريمة التالية:

“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ” (التوبة: 60).

هل يجوز إعطاؤها للأقارب؟

نعم، يجوز إعطاؤها للأقارب المحتاجين، بشرط ألا يكونوا ممن يجب على المزكِّي إعالتهم مثل الوالدين أو الأبناء.

طرق إخراجها في العصر الحديث

مع تطور الخدمات الخيرية، يمكن دفعها عبر:

  • منصات إلكترونية موثوقة مثل منصة إحسان زكاة الفطر.
  • الجمعيات الخيرية التي تقوم بتوصيلها إلى المستحقين.
  • إعطاؤها مباشرةً إلى الفقراء إذا كان ذلك ممكنًا.

إخراج زكاة الفطر نقدًا

هناك خلاف فقهي في هذا الموضوع:

  • رأي الجمهور: الأفضل إخراجها طعامًا كما ورد في السنة.
  • رأي الأحناف وبعض المعاصرين: يجوز إخراجها نقدًا حسب حاجة الفقير.

الخلاصة: يجوز دفعها نقدًا بشرط أن يكون ذلك في مصلحة الفقير.

يجوز إخراج المال عن زكاة الفطر صواب خطأ؟

صحيح، لكن بشرط أن يكون ذلك أنفع للفقير، بحيث يتمكن من تلبية احتياجاته الأساسية بطريقة أكثر فائدة وسهولة.

يجوز إخراج المال عن زكاة الفطر صواب خطأ

الزكاة والأعياد

مع اقتراب نهاية شهر رمضان، يتساءل الكثيرون كم باقي على عيد الفطر ، حيث يرتبط هذا العيد بإخراج زكاة الفطر التي تعد فريضة واجبة على المسلمين. يجب إخراجها قبل صلاة العيد لضمان وصولها إلى مستحقيها في الوقت المحدد. وفي الوقت نفسه، يبدأ البعض بالتساؤل كم باقي لعيد الاضحى ، حيث تتجدد فيه مظاهر البذل والعطاء من خلال الأضاحي التي تسهم أيضًا في دعم الفقراء والمحتاجين، كما تفعل الزكاة المفروضة قبل عيد الفطر. لذا، من المهم الحرص على أداء كل فريضة في وقتها، وفقًا لما حث عليه الإسلام من قيم التكافل والتعاون بين المسلمين.

أخطاء شائعة في إخراجها

  1. تأخير دفعها إلى ما بعد صلاة العيد.
  2. عدم التأكد من استحقاق المستلم للزكاة.
  3. إخراجها من غير الأصناف المقررة شرعًا.
  4. نسيان دفعها عن الأبناء أو التابعين الذين تلزم نفقتهم.

خاتمة

هي ليست مجرد عبادة، بل هي وسيلة لتحقيق التراحم والتعاون بين أفراد المجتمع الإسلامي. لذا، يُنصح بالتأكد من إخراجها في وقتها المحدد، سواء كان ذلك عبر الدفع النقدي أو العيني، لضمان تحقيق الهدف الأساسي منها، وهو مساعدة الفقراء وإدخال الفرحة عليهم في يوم العيد.

ومع اقتراب العيد، يحرص المسلمون أيضًا على متابعة امساكية رمضان لمعرفة مواعيد الصيام والإفطار بدقة، مما يساعدهم على تنظيم عباداتهم والاستعداد لأداء زكاة الفطر في الوقت المحدد.


أسئلة شائعة

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا؟

نعم، هناك خلاف بين العلماء حول ذلك، ولكن بعض الفقهاء يرون جواز إخراجها نقدًا لمصلحة الفقراء.

متى يجب دفع الزكاة في رمضان؟

يبدأ وقت إخراجها قبل عيد الفطر بيوم أو يومين، والأفضل أن تُدفع قبل صلاة العيد ليؤمن فيها الفقير احتياجاته.

هل يجوز إعطاء زكاة الفطر للأقارب؟

يجوز إعطاؤها للأقارب المحتاجين، بشرط ألا يكونوا ممن تجب على المزكِّي نفقتهم.

ما حكم من نسي إخراج زكاة الفطر؟

يجب عليه إخراجها فور تذكره، لكنها تكون صدقة وليس زكاة إذا أُخرجت بعد صلاة العيد.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد