
جامع ايا صوفيا: جوهرة معمارية وتاريخية في اسطنبول
جامع ايا صوفيا تحفة معمارية بيزنطية تحولت لمسجد في عهد الدولة العثمانية، ثم إلى متحف، لتعود مسجدًا مرة أخرى في عام 2020، يقف شامخًا في قلب مدينة إسطنبول التركية، ليشهد على حقب تاريخية عريقة. يجمع بين عظمة الفن المعماري وروعة الزخارف، ويُعدّ رمزًا للحضارات التي مرت عليه.
معلومات عامة عن جامع ايا صوفيا
آيا صوفيا هو أحد أبرز المعالم التاريخية والثقافية في العالم، ويقع في قلب مدينة إسطنبول بتركيا. يتميز بتاريخه الغني والمتنوع الذي يعكس تحولات دينية وحضارية عديدة على مر القرون. الجدول التالي يوضح أهم المعلومات العامة عن هذا الصرح المعماري العظيم:
المعلومة | التفاصيل |
---|---|
الاسم | آيا صوفيا (Ayasofya) |
الموقع | إسطنبول، تركيا |
تاريخ إنشاء جامع ايا صوفيا | بدأ البناء في عام 532 م واكتمل في عام 537 م |
الباني | الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول |
الغرض الأصلي | كنيسة أرثوذكسية شرقية |
التغيرات التاريخية | – تحولت إلى مسجد عام 1453 بعد الفتح العثماني. – تحولت إلى متحف عام 1935 بأمر من مصطفى كمال أتاتورك. – عادت إلى مسجد عام 2020 بقرار المحكمة العليا التركية. |
الطراز المعماري | الطراز البيزنطي مع تأثيرات عثمانية |
المعالم البارزة | – القبة المركزية الكبيرة (ارتفاعها 55.6 متر وقطرها 31.7 متر). – الفسيفساء البيزنطية. – المآذن العثمانية التي أضيفت لاحقاً. |
الاستخدام الحالي | مسجد مفتوح للصلاة والزوار |
المكانة | موقع تراث عالمي لليونسكو منذ عام 1985 |
تاريخ جامع ايا صوفيا
كاتدرائية آيا صوفيا 360 م – 1453 م
- شُيّدت أول كنيسة في موقع مسجد آيا صوفيا الحالي في عام 360م، بأمر من الإمبراطور قسطنطين الثاني. إلا أن هذه الكنيسة لم تدم طويلاً، حيث دُمّرت خلال أعمال شغب في عام 404م.
- أعاد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بناء الكنيسة في عام 415م، لكنها أيضًا تعرضت للتدمير خلال ثورة “نيكا” عام 532م.
- قام الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول بتشييد الكاتدرائية الحالية عام 537م، وكانت أكبر مبنى في العالم آنذاك، بُنيت على الطراز البازيليكي التقليدي مع رواق وسقف خشبي. ووصفت بأنها “جوهرة العمارة البيزنطية” و “غيرت تاريخ العمارة”.
مسجد آيا صوفيا في العهد العثماني 1453 م – 1935 م
مع فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح عام 1453م، أمر بتحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد جامع للمسلمين. وأوقف المبنى والأراضي المحيطة به وما عليها من مبان لصالح المسلمين في كافة أنحاء العالم الإسلامي. يُشير بعض المؤرخين إلى أن السلطان محمد الفاتح اشترى المبنى من مالكيه ودفع الثمن كاملاً من ماله الخاص.
أولى السلطان محمد الفاتح اهتمامًا كبيرًا بجامع ايا صوفيا، وأضاف إليه العديد من العناصر المعمارية الإسلامية، منها:
- المآذن: أضيفت أربع مآذن على مراحل مختلفة، أولها في عهد بايزيد الثاني، وثانيتها في عهد سليم الثاني، أما المئذنتين الأخيرتين فتم بناؤهما في عهد محمد الثالث.
- محراب ومنبر ودكة: أضافها المعماري سنان أيضًا في عهد السلطان سليم الثاني.
- شرفة مغطاة بالقفص الذهبي: تُعرف بـ”هنكار محفلي“، خصصت للسلطان للصلاة يوم الجمعة.
- ضريح السلطان سليم الثاني: شُيّد إلى الجنوب الشرقي من المبنى.
- جرتان كبيرتان من المرمر: جُلبتا من بيرغامون (برجاما) ووضعتا على جانبي صحن المبنى.
- ضريح السلطان مراد الثالث: شُيّد بجوار ضريح سليم الثاني، في الجهة الجنوبية الشرقية من المبنى.
- ضريح مراد الثالث ومحمد الثالث: يقعان في المقبرة المجاورة لجامع ايا صوفيا.
- مدرسة ومكتبة: أُضيفت مدرسة ومكتبة إلى جانب الجامع.
- مطعم للفقراء: أُضيف مطعم لإطعام الفقراء.
- نافورة للوضوء: وُضعت نافورة كبيرة في الفناء الخارجي للوضوء.
كما تم تغطية الفسيفساء البيزنطية بالجص خلال العهد العثماني. و فُرشت أرضية المسجد بالسجاد. واستمر جامع ايا صوفيا المسجد الرئيسي في إسطنبول حتى بناء جامع السلطان أحمد (المسجد الأزرق) عام 1616.
متحف آيا صوفيا 1935 م – 2020 م
في عام 1935م، قرر مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، تحويل آيا صوفيا من مسجد إلى متحف.
عودة آيا صوفيا إلى مسجد 2020 م
في يوليو 2020م، أصدرت محكمة تركية قرارًا بإلغاء مرسوم تحويل آيا صوفيا إلى متحف. وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتوقيع مرسوم بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد مرة أخرى؛ وأثار هذا القرار ردود فعل دولية متباينة، حيث رحبت به بعض الدول الإسلامية، بينما أدانته دول غربية ومنظمات دولية، مثل اليونسكو، التي اعتبرته “قرارًا أحادي الجانب” و “لم يتم بالتشاور”.
العمارة المميزة لجامع ايا صوفيا
التصميم الخارجي
تتميز آيا صوفيا بقببتها الضخمة، التي ترتكز على أربعة دعامات ضخمة، وتحيط بها أربع مآذن رفيعة. للجامع العديد من البوابات والأروقة، منها البوابة الإمبراطورية، التي كانت مخصصة للإمبراطور فقط.
التصميم الداخلي
يُعدّ الصحن الرئيسي للجامع تحفة فنية، حيث تتزين جدرانه بالفسيفساء والرخام. تُعدّ القبة العنصر المعماري الأبرز في آيا صوفيا، حيث تُضفي على الجامع شعورًا بالاتساع والروحانية.
عناصر وزخارف بارزة
- جناح الإمبراطورة: منطقة في الرواق العلوي، كانت مخصصة للإمبراطورة وحاشيتها.
- الباب الرخامي: يُقال أن كل جانب منه يُمثل الجنة والجحيم.
- الباب الجميل: أقدم عنصر معماري في آيا صوفيا، يعود للقرن الثاني قبل الميلاد.
- الباب الإمبراطوري: باب ضخم، كان يستخدمه الإمبراطور فقط.
- عمود الأماني: يُقال أنه رطب عند لمسه، وله قوى خارقة.
المنحوتات والفنون في جامع ايا صوفيا
يُعرف جامع ايا صوفيا بكونه تحفة فنية ومعمارية، حيث يضم مزيجًا فريدًا من الفنون البيزنطية والإسلامية. إليك بعض أبرز المنحوتات والفنون التي تُزين هذا الصرح:
الفن البيزنطي:
- الفسيفساء: تُعتبر الفسيفساء من أهمّ الفنون التي تُزيّن آيا صوفيا، وتعود غالبيتها إلى القرنين العاشر والثاني عشر بعد فترة تحطيم الأيقونات. وتصوّر هذه الفسيفساء مشاهد دينية وشخصيات هامة، مثل:
- فسيفساء العذراء والطفل: تقع في مكان مرتفع على نصف قبة الحنية.
- فسيفساء الإمبراطورة زوي: تُظهر الإمبراطورة زوي مع زوجها الإمبراطور قسطنطين التاسع مونوماخوس وهما يُقدّمان تبرّعات للكنيسة.
- فسيفساء كومنينوس: تصوّر الإمبراطور يوحنا الثاني كومنينوس مع زوجته الإمبراطورة إيرين وهما يُقدّمان هدايا للكنيسة.
- فسيفساء الديسيس: تُظهر مريم العذراء ويُوحنّا المعمدان وهما يتوسّلان إلى المسيح من أجل البشرية يوم القيامة.
- فسيفساء الطبلة الشمالية: تصوّر بطاركة القسطنطينية يوحنا الذهبي الفم وإغناطيوس.
- فسيفساء القبة: تُزيّن القبة بأشكال ملائكة بستة أجنحة.
- الأعمدة الرخامية: يُزيّن جامع ايا صوفيا بالعديد من الأعمدة الرخامية، التي جُلبت من جميع أنحاء الإمبراطورية البيزنطية. تتميّز هذه الأعمدة بتنوّع ألوانها وأنواعها.
- المنحوتات الحجرية: يُمكن العثور على بعض المنحوتات الحجرية في آيا صوفيا، مثل:
- جرة التطهير: جرّتان كبيرتان من المرمر، نُحتتا من كتلة واحدة، جُلبتا من بيرغامون (برجاما) في عهد السلطان مراد الثالث.
- الباب الإمبراطوري: وهو باب ضخم مصنوع من الخشب، يُعتقد أنه مصنوع من خشب سفينة نوح، وكان يُستخدم لدخول الإمبراطور البيزنطي.
- عمود الأماني: يُعرف أيضًا بـ”عمود التعرق” أو “عمود البكاء”، له فتحة في المنتصف، تُغطّى بصفائح من البرونز، ويُعتقد أنّه يمتلك قوى خارقة للطبيعة.
الفن الإسلامي:
- الخط العربي: تُزيّن جدران آيا صوفيا بآيات قرآنية وكتابات إسلامية كُتبت بالخط العربيّ، مثل أسماء الله الحسنى، واسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين.
- المحراب والمنبر والدكة: أُضيفت هذه العناصر إلى المسجد بعد تحويله من كنيسة، وتتميّز بزخارفها الإسلامية ونقوشها الجميلة.
- المآذن: أُضيفت أربع مآذن إلى آيا صوفيا في عصور مختلفة من العهد العثمانيّ، وتُعتبر من أهمّ رموز العمارة الإسلامية.
- القران الكريم: أشهر نسخة من القرآن الكريم المعروضة في آيا صوفيا
جدير بالذكر أنّه خلال العهد العثمانيّ، تمّ تغطية العديد من الفسيفساء البيزنطية بالجصّ، ولكنّها كُشفت لاحقًا في القرن العشرين، وتمّ ترميمها وعرضها للزوّار.
زيارة جامع ايا صوفيا
هل هناك رسوم لدخول جامع ايا صوفيا؟
لا توجد رسوم لدخول جامع ايا صوفيا للعبادة. مع ذلك، قد تفرض رسوم لدخول مناطق معينة داخل الجامع، مثل طابق المعرض، الذي يُستخدم لعرض بعض القطع الأثرية والفسيفساء البيزنطية؛ فقد ذكرت إحدى المصادر أنه تم فرض رسوم دخول للسياح الأجانب الذين يزورون طابق المعرض في مسجد آيا صوفيا، وبلغت 25 يورو.
ويمكن للسياح الذين يدخلون طابق المعرض رؤية:
- طابق الصحن الرئيسي للمسجد
- الملاحق العثمانية
- باب الجنة والجحيم (الباب الرخامي)
- الفسيفساء البيزنطية
ويمكنهم أيضًا الحصول على معلومات بـ 23 لغة من خلال نظام الرمز الاستجابة السريعة (QR).
ساعات الزيارة لمسجد آيا صوفيا
ساعات الزيارة: مفتوح من الساعة 9 صباحا و حتى الساعة 7 مساءً من كل يوم
أهم الأنشطة في جامع ايا صوفيا
- أداء الصلاة: بإمكان المسلمين أداء الصلوات الخمس المفروضة، بالإضافة إلى صلاة الجمعة، داخل جامع ايا صوفيا.
- التقاط الصور: يُسمح بالتقاط الصور داخل الجامع وخارجه، مما يتيح للزوار توثيق هذه التحفة المعمارية.
- التجول في الجامع واستكشاف عمارته: يمكن للزوار التجول في أروقة الجامع، واستكشاف تفاصيله المعمارية الفريدة، من القبة الشاهقة إلى الفسيفساء الرائعة.
- طابق المعرض: يُتيح طابق المعرض للزوار مشاهدة طابق الصحن الرئيسي للمسجد، والملاحق العثمانية، وباب الجنة والجحيم (الباب الرخامي)، بالإضافة إلى الفسيفساء البيزنطية.
- زيارة المقبرة المجاورة: تقع بالقرب من جامع ايا صوفيا مقبرة تضم قبور خمسة سلاطين عثمانيين، وهي: محمد الثالث، سليم الثاني، مراد الثالث، إبراهيم الأول، ومصطفى الأول. تتميز هذه المقبرة بطرازها المعماري العثماني الباهر، وزخارفها المكتوبة بأجمل الخطوط العربية.
الخاتمة
جامع ايا صوفيا رمز للحضارات والثقافات، ومثال على التعايش بين الديانات. يُعدّ إرثًا إنسانيًا مشتركًا، يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
الأسئلة الشائعة
ما هي قصة بناء جامع ايا صوفيا؟
بُني في الأصل ككاتدرائية عام 537م بأمر من الإمبراطور جستنيان الأول، ثم تم تحويله إلى مسجد عام 1453م.
متى تم تحويل آيا صوفيا إلى مسجد؟
تم تحويله عام 1453م، بعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح.
لماذا تم تحويل آيا صوفيا إلى متحف؟
تم تحويله إلى متحف عام 1935م، بقرار من مصطفى كمال أتاتورك.
ما هو سبب الجدل الدائر حول آيا صوفيا؟
يدور الجدل حول تحويله من مسجد إلى متحف، ثم إعادته إلى مسجد عام 2020م.
اين يقع مسجد آيا صوفيا؟
يقع جامع ايا صوفيا في منطقة السلطان أحمد في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول، بالقرب من معالم تاريخية شهيرة مثل سوق بيازيد وحديقة غولهانة.
ما هي ديانة آيا صوفيا؟
تم بناء آيا صوفيا في الأصل ككاتدرائية مسيحية في العصر البيزنطي، ثم تم تحويلها إلى مسجد في العهد العثماني، ثم إلى متحف في القرن العشرين، وأعيدت إلى مسجد مرة أخرى في عام 2020.
هل يمكن زيارة جامع ايا صوفيا؟
نعم، جامع ايا صوفيا مفتوح للزيارة، ويمكن للزوار استكشاف عمارته المميزة وأداء الصلاة فيه.
لماذا سمي مسجد آيا صوفيا بهذا الاسم؟
سُميّ مسجد آيا صوفيا بهذا الاسم، الذي يعني “الحكمة المقدسة” باللغة اليونانية، منذ القرن الخامس الميلادي.
كم عمر جامع آيا صوفيا؟
يبلغ عمر جامع آيا صوفيا حوالي 1488 عامًا، حيث تم الانتهاء من بنائه عام 537 ميلاديًا.
من بنى مسجد آيا صوفيا؟
بنى مسجد آيا صوفيا الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول.
القبور في آيا صوفيا؟
تضم مقابر آيا صوفيا قبور خمسة سلاطين عثمانيين حكموا الدولة العثمانية في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
التعليقات مغلقة.