انخفاض ضغط الدم: الأعراض، الأسباب، العلاجات الفعالة

3

انخفاض ضغط الدم، أو ما يُعرف أيضًا بـ “هبوط الضغط”، هو حالة صحية يعاني فيها الشخص من انخفاض في قوة تدفق الدم عبر الشرايين. قد لا يُسبب هذا الانخفاض أعراضًا واضحة لدى البعض، بينما قد يكون مؤشرًا لمشكلة صحية أخرى لدى البعض الآخر. من الضروري فهم هذه الحالة وأسبابها المحتملة لتحديد طرق التعامل المناسبة معها. هذه المقالة تقدم معلومات عامة للاسترشاد فقط، ولا تُغني عن استشارة الطبيب المختص في حال ظهور أي أعراض أو الشك بالإصابة.

ما هو انخفاض ضغط الدم؟

يُقاس ضغط الدم بوحدة الملليمتر الزئبقي (ملم زئبقي)، ويُسجل على شكل رقمين: الضغط الانقباضي (الرقم العلوي) والضغط الانبساطي (الرقم السفلي). يُعتبر ضغط الدم منخفضًا عندما تكون قراءة الضغط أقل من 90/60 ملم زئبقي. ومع ذلك، قد تكون هذه القراءة طبيعية لبعض الأشخاص ولا تستدعي القلق إذا لم تصاحبها أي أعراض.

انخفاض ضغط الدم

أعراض انخفاض ضغط الدم

تتنوع الأعراض المصاحبة لانخفاض ضغط الدم، وقد تختلف من شخص لآخر. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

  • الدوخة والدوار.
  • الإغماء أو فقدان الوعي.
  • الشعور بالضعف العام والإرهاق.
  • تشوش الرؤية أو عدم وضوحها.
  • الغثيان أو الميل للقيء.
  • صعوبة في التركيز وتشتت الانتباه.
  • برودة في الجلد وشحوب في لون البشرة.
  • التنفس السريع.
  • العطش الشديد.
  • اضطراب أو سرعة في نبضات القلب.

في بعض الحالات، قد تشير بعض الأعراض إلى وجود حالة خطيرة تستدعي التدخل الطبي الفوري:

  • صداع شديد.
  • نزيف.
  • تغير في الرؤية.
  • آلام في الصدر.
  • انقطاع في النفس.
  • تقيؤ شديد.
  • خدر أو ضعف عام، خاصة في جانب واحد من الجسم.

أما في حالات الصدمة الناتجة عن انخفاض حاد في ضغط الدم، فقد تظهر الأعراض التالية:

  • تشوش ذهني، خاصة لدى كبار السن.
  • برودة ورطوبة الجلد.
  • شحوب الجلد.
  • سرعة وضعف التنفس.
  • ضعف النبض وتسارعه.

أسباب انخفاض ضغط الدم

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وقد تكون بعضها مؤقتة ويمكن علاجها بسهولة. تشمل الأسباب الرئيسية ما يلي:

  • الحمل: يزداد هرمون البروجسترون خلال الحمل، مما يسبب استرخاء وتوسع الأوعية الدموية، وبالتالي انخفاض في ضغط الدم، خاصة في الثلثين الأول والثاني من الحمل.
  • مشاكل القلب: قد تؤدي بعض أمراض القلب، مثل النوبات القلبية، ومشاكل صمامات القلب، وبطء القلب، إلى انخفاض في ضغط الدم.
  • مشاكل الغدد الصماء: قد تسبب بعض الاضطرابات الهرمونية، مثل مشاكل الغدة الدرقية، ومرض أديسون، وانخفاض سكر الدم، هبوطًا في ضغط الدم.
  • الجفاف: يؤدي فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم إلى نقص حجم الدم وبالتالي ينخفض ضغط الدم.
  • فقدان الدم: قد يتسبب النزيف الحاد الناتج عن الإصابات أو الجروح في انخفاض كبير في ضغط الدم.
  • العدوى الشديدة وتسمم الدم: قد تؤدي العدوى الشديدة وتسمم الدم إلى انخفاض حاد في ضغط الدم يُعرف بالصدمة الإنتانية.
  • التأق (الحساسية المفرطة): يتسبب رد الفعل التحسسي الشديد في مشاكل في التنفس وهبوط حاد في ضغط الدم.
  • نقص التغذية: قد يؤدي نقص بعض العناصر الغذائية، مثل فيتامين ب12 والحديد وحمض الفوليك، إلى فقر الدم وبالتالي انخفاض في ضغط الدم.
  • بعض الأدوية: قد تسبب بعض الأدوية انخفاض ضغط الدم كأثر جانبي، وتشمل:
    • مدرات البول.
    • حاصرات ألفا وبيتا.
    • أدوية مرض باركنسون.
    • بعض مضادات الاكتئاب.
    • أدوية ضعف الانتصاب عند تناولها مع أدوية القلب.

أسباب انخفاض ضغط الدم

أنواع انخفاض ضغط الدم

تتعدد أنواع انخفاض ضغط الدم، ولكل منها خصائصه وأسبابه:

  • انخفاض ضغط الدم الانتصابي (الوضعي): يحدث هذا النوع عند الوقوف فجأة بعد الجلوس أو الاستلقاء، وينتج عن عدم قدرة الجسم على التكيف السريع مع التغير في الوضعية.
  • انخفاض ضغط الدم بعد الأكل: يحدث بعد تناول الطعام، خاصة الوجبات الكبيرة والغنية بالكربوهيدرات، حيث يتجمع الدم في الأمعاء لعملية الهضم، مما يؤدي إلى انخفاض مؤقت في ضغط الدم.
  • انخفاض ضغط الدم المتوسط عصبيًا: يحدث نتيجة صعوبة في التواصل بين القلب والدماغ، ويصيب الأطفال واليافعين بشكل أساسي.
  • الضمور الجهازي المتعدد المصحوب بانخفاض ضغط الدم الانتصابي: حالة نادرة تصيب الجهاز العصبي اللاإرادي ويسبب هذا الانخفاض في ضغط الدم عند الوقوف، وارتفاع ضغط الدم عند الاستلقاء.

انخفاض ضغط الدم عند الحامل

تتعرض الحوامل لتغيرات فسيولوجية تؤدي إلى تذبذب في ضغط الدم، بما في ذلك الانخفاض.

  • الأعراض: تماثل أعراض انخفاض الضغط عند الحامل تلك التي تظهر على أي شخص آخر، لكن قد تظهر بعض الأعراض بشكل أكبر مثل الدوار والإغماء عند الوقوف المفاجئ.
    • الأعراض الخطيرة التي تستدعي زيارة الطبيب هي الصداع الشديد، النزيف، تغير في الرؤية، آلام في الصدر، انقطاع النفس، التقيؤ الشديد، والخدر.
  • الأسباب: يعزى هذا الانخفاض في ضغط الدم عند الحامل إلى زيادة هرمون البروجسترون الذي يعمل على توسيع الأوعية الدموية.
  • هل هو خطير؟: في العادة، لا يُعتبر هذا الانخفاض في ضغط الدم عند الحامل خطيرًا، حيث قد ينخفض الضغط الانقباضي بمقدار 5-10 ملم زئبقي والانبساطي بمقدار 10-15 ملم زئبقي.
  • كيفية الوقاية: يمكن للحامل اتباع بعض الإجراءات الوقائية لتقليل فرص حدوث انخفاض ضغط الدم، مثل:
    • اتباع نظام غذائي متوازن.
    • تجنب الوقوف لفترات طويلة.
    • تجنب الاستلقاء على الظهر بعد الأسبوع 16 من الحمل.
    • إجراء الفحوصات الدورية لقياس ضغط الدم.

انخفاض ضغط الدم ومرض السكري

قد يؤثر مرض السكري على قدرة الجسم على التحكم في ضغط الدم، وقد يتسبب في تلف الأعصاب التي تنظم الأوعية الدموية.

  • كيف يتسبب السكري في انخفاض الضغط؟ قد يعاني مرضى السكري من الانخفاض في ضغط الدم عند الوقوف المفاجئ بسبب عدم قدرة الأوعية الدموية على التأقلم السريع مع الحركة. كما أن انخفاض سكر الدم قد يؤدي إلى هبوط ضغط الدم.
  • طرق الحماية: يجب على مرضى السكري الحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية، وذلك عبر:
    • الاحتفاظ بوجبات خفيفة غنية بالكربوهيدرات سريعة الامتصاص.
    • الالتزام بالنظام الغذائي والخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب.
    • إجراء فحوصات دورية لمستوى السكر في الدم.

علاج انخفاض ضغط الدم

يختلف علاج انخفاض ضغط الدم من شخص لآخر، ويعتمد على المسبب للحالة.

  • متى يجب مراجعة الطبيب؟ يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
    • عند تكرار أعراض هذا الانخفاض في ضغط الدم.
    • عند ظهور أعراض خطيرة مصاحبة، مثل الصداع أو النزيف.
    • إذا كان لدى الشخص تاريخ مرضي لمشاكل الكلى أو القلب.
    • إذا كان المريض مصابًا بالسكري أو كان امرأة حامل.
  • إجراءات وتغييرات في نمط الحياة: يمكن السيطرة على هذا الانخفاض من خلال إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، مثل:
    • زيادة كمية الملح في الطعام باعتدال.
    • تجنب المشروبات الكحولية وزيادة شرب السوائل الأخرى.
    • شرب كميات كافية من السوائل لتعويض الفقد.
    • إعادة النظر في الأدوية واستشارة الطبيب حول احتمالية ان يكون السبب نفسه.
    • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مع تجنب تمارين رفع الأثقال.
    • تجنب القيام بتغييرات مفاجئة في وضعية الجسم.
    • تحريك القدمين واليدين قبل الوقوف.
    • تجنب التعرض للمياه الساخنة لفترات طويلة.
    • تناول وجبات صغيرة ومتعددة.
    • أخذ قسط من الراحة بعد تناول الطعام.
    • رفع الساقين لأعلى عند الشعور بالدوار.
  • نصائح إضافية:
    • اتباع نظام غذائي متوازن.
    • تناول المزيد من الملح باعتدال.
    • فحص نسبة السكر في الدم بانتظام.
    • فحص الغدة الدرقية.
    • ارتداء الجوارب الضاغطة.
    • تناول الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب.

قيم انخفاض ضغط الدم

متى يكون انخفاض ضغط الدم خطيرًا؟

يصبح انخفاض ضغط الدم خطيرًا عندما يكون ناتجًا عن الصدمة، وهي حالة طبية طارئة تهدد الحياة.

  • أسباب الصدمة:
    • نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
    • إصابة خطيرة أو حرق.
    • عدوى شديدة.
    • رد فعل تحسسي.
    • جلطة دموية.
  • العلاج الفوري: يتضمن رفع ضغط الدم عن طريق السوائل الوريدية أو نقل الدم، وعلاج السبب الرئيسي للصدمة.

مضاعفات انخفاض ضغط الدم

قد يؤدي انخفاض ضغط الدم إلى مضاعفات، منها:

  • الدوار والإغماء.
  • الضعف العام.
  • السقوط والإصابات الناتجة عنه.
  • نقص الأكسجين في الجسم، مما قد يؤدي إلى تلف القلب والدماغ.

الأسئلة الشائعة

ما هو تعريف انخفاض ضغط الدم؟

يُعرف انخفاض ضغط الدم بأنه قراءة أقل من 90/60 ملم زئبقي.

ما هي أعراض انخفاض ضغط الدم؟

تشمل الدوار، والإغماء، والتعب، وتشوش الرؤية، والغثيان.

ما هي الأسباب الرئيسية لانخفاض ضغط الدم؟

تشمل الجفاف، وفقدان الدم، ومشاكل القلب، وبعض الأدوية، والحمل.

متى يجب عليّ زيارة الطبيب؟

عند تكرار الأعراض، ومرافقتها لأعراض خطيرة مثل الصداع الشديد أو النزيف، أو في حالة وجود تاريخ مرضي أو الحمل.

ماذا نأكل عند انخفاض الضغط؟

عند انخفاض الضغط، يُنصح بتناول وجبات صغيرة متكررة، وزيادة كمية الملح باعتدال، وشرب كميات كافية من السوائل. يمكن أيضًا إضافة مكملات غذائية إذا وصفها الطبيب.

هل انخفاض الضغط يسبب الوفاة؟

نعم، انخفاض ضغط الدم الشديد يمكن أن يكون مهدداً للحياة وقد يؤدي إلى الصدمة التي قد تسبب تلفاً في القلب والدماغ.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد